تدهور الأوضاع في لبنان وأثرت على عادات الاحتفال بالأعياد، حيث يواجه اللبنانيون صعوبات في تأمين متطلبات الاحتفالات.
ومن بين هؤلاء الأشخاص، شربل الذي يتذكر أياماً خوالي كان يحتفل مع إخوته بعيد الفصح في كنيسة مار نهرا في بيروت. ولكن اليوم، تغيرت الأحوال في عائلته، حيث يعيش أغلب أفراد الأسرة في الإمارات العربية المتحدة ويواجهون صعوبات في العودة إلى لبنان.
ويعاني شربل وعائلته، مثل معظم العائلات اللبنانية، من تراجع القدرة الشرائية وغلاء الأسعار، حيث يضطرون لشراء بعض المواد بالدولار الأمريكي بسبب انهيار الليرة اللبنانية.
وتحكي ريتا، العاملة في محل لبيع الأحذية في بيروت، عن انخفاض الأرباح في فترة الأعياد، موضحة أن الأمر ليس له علاقة بنوع المناسبة التي يحتفل بها اللبنانيون، بل يتعلق بالأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد
في الأسواق التجارية علَّق أصحاب المتاجر على الثياب أو الإكسسوارات أوراقاً كتبوا عليها أن سعر المنتجات بالدولار، مع تراجع التعاملات بالليرة اللبنانية، في ظل انهيار سعر صرف العملة المحلية.
تصف ريتا، العاملة في محل لبيع الأحذية بمنطقة الأشرفية في العاصمة بيروت، الحركة، خلال الأعياد، بقولها: المعادلة الواضحة أنه إن كان راتبك الشهري بالدولار فإن تأمين المواد يكون سهلاً، أما لو كان بالليرة فسوف تتجه إلى استبعاد الكثير من المنتجات التي أصبحت تعد من الكماليات.
وأضافت: في 2018 كان أسبوع عيد الفصح له خصوصية في نسبة الأرباح، كون العائلات تتجه لشراء الثياب والأحذية. أتذكر في يوم واحد قمت ببيع حوالي 15 قطعة، أما الآن فتنتهي الاحتفالات عند (المسيحيين) الكاثوليك، ويبدأ أسبوع الأعياد عند (المسيحيين) الأرثوذكس، أي حوالي أسبوعين، ولم أسجل (بيع) سوى 10 قطع.
تتجه سيارة الأجرة من الأشرفية إلى منطقة طريق الجديدة. قد تختلف بعض مظاهر الاحتفالات بين الأعياد، سواء عيد الفصح أم عيد الفطر، ولكن الأزمة المعيشية واحدة. إحدى العادات المشتركة بين المسيحيين والمسلمين في لبنان هي تقديم طبق (معمول العيد)، أي الطحين والتمر، والتي بلغ سعر الـ12 قطعة منها حوالي مليون ليرة لبنانية.